Thursday, February 10, 2011

ادعوا  له بالبطانة الصالحة
بعد الغزو الأمريكي للعراق شاهدنا خريطة جديدة للشرق الأوسط. تزامن ظهور هذه الخريطة مع تصريحات غرور وغطرسة امريكية تنادي بشرق أوسط جديد وشرق أوسط كبير. تقوم هذه الخريطة على إعادة تقسيم المنطقة لدويلات صغيرة قائمة على الشعوبية أو الطوائف. حسب الخريطة لم تكف الأمريكان التقسيمات الأوربية السائدة فجاءوا بتقسيماتهم.  لا أحد يعلم من أين جاءت تلك الخريطة ولكن في عصر الإنترنت كل إنسان يستطيع أن يصنع خريطة حسب تصوره الأثني أو الطائفي للمنطقة و للعالم إذا اراد. كل دولة تملك تصورا مثاليا للعالم يتناسب مع مصالحها وطموحاتها  حتى تشاد تتمنى أن تعيد رسم خريطة العالم بالصورة التي تخدم مصالحها. ما يثير أن تصبح تلك التصورات الخيالية فرصة لأصدار الفتاوى وتبرير الأحداث وتبرئة الفساد. كل حدث يحدث في المنطقة يقدم لنا الواقع الفكري السائد وطريقة التفكير.  كثير من القيادات الدينية لم تشاهد في الأحداث  التي تجرى هذه الأيام سوى تصريحات المسؤولين الغربيين ومواقفهم. كأنما الحياة في مصر أو تونس وغيرهما كانت  جنة الله فقرر الغرب أن يزيل عن الأمة كل هذه النعم البالغة. يحاول بعض رجال الدين صرف الأذهان عن القضايا الاساسية التي يعاني منها الناس. بعضهم يرد الأحداث التي تلم بالناس إلى الفساد الأخلاقي المتفشي بين الناس كما لاحظنا مع  كارثة جدة والآخر يرى أن ما يجري في مصر هو مؤامرة امريكية لتقسيم البلاد الإسلامية وتفتيتها حتى أننا سمعنا أن ما  جرى في تونس لا علاقة له بإرادة الشعب التونسي ولكن القوى الغربية انتهت من بن علي فقررت التخلص منه.
اثناء غزو صدام حسين للكويت طفت كل نظريات المؤامرة المتوفرة في العالم العربي. اهمها ان الكويت لن تتحرر,  هدف الأمريكان من التواجد في المنطقة هو السيطرة على منابع النفط. بعد سنة تحررت الكويت. عاد الأمريكان إلى بلادهم.  بقي النفط في أيدي اصحابه. أصبحت حرب تحرير الكويت تاريخا على أبواب النسيان.  شيئان استمرا  نظرية المؤامرة والتبريرات الثيوقراطية للأحداث. الأحداث المصرية وكارثة جدة تؤكدان هذا. يربط أحدهم ما حدث لأهل جدة بعدم تمكين رجال الحسبة من أداء واجباتهم والآخر يرى أن مصر تتعرض للتقسيم على أيدي الغربيين. أعاد بعض الشيوخ الفتواى التي تحرم على  الشعوب التحرك والتعبير عن وجهة نظرها وتجرم المظاهرات وتدين كل من يرفع صوته للمطالبة بحقوقه. يسردون هذه الآيات مدعومة بعدد من الآيات الكريمات  وبعض الأحاديث لأكساب هذه الرأي البعد الديني المنشود. يتحول الظالم مظلوم و الدكتاتور خليفة الله على أرضه والشعب العربي مجموعة غوغاء عصاة.  يصبح الفساد وسرقة المال العام والتسلط على الناس وبيع مقدرات البلاد امرا شرعيا, يحسن بنا أن ندعوا له بالهداية والبطانة الصالحة ولا ننسى الصبر وأن  نترك امره للآخرة جملة وتفصيلا. 

3 comments:

  1. اتفق معك نسبيا ، ولكن لدي جزئية أود أن أفصح لك عنها وهي ادراجك تحت لائحة المغفلين بالنسبة للنوايا الأمريكية، ضربت لنا مثلاً الكويت وخروج الجيش الأمريكي منها ، ولكنك تجهل الديون الطائلة التي يتكبدها الكويتي و التي تسد الحاجة الأمريكية إلى شراء النفط وأكثر، إذاً حيلة الإستيلاء على أبار النفط بوضوح سافر تصرف غير مقبول ، أمريكا حصلت على ما تريد ، وهذا ما يجهله من يثرِّب على من أسميتهم بمعقّدي المؤامرة.

    ReplyDelete
  2. يعطيك العافيه الله يوفقك حبيبي تستاهل كل خير ياغالي معك فاروق من البحرين ٣٧ ليت اتواصل معك على تويتر

    ReplyDelete
  3. امريكا كما قال سياسيوا الغرب المجرم جاءت لتبقى
    جاءت لتصحح غلط الرب يعني بوجود البترول في ايدي العرب والمسلمين
    وهم لم يذهبوا كما زعمت فانت تغالط الواقع والحقيقة
    الان امريكا لها قواعد عسكرية في العراق
    وقواعد عسكرية في الكويت وفي قطر وقواعد عسكرية في افغانستان وحتى في سوريا فماذا يعني ذالك
    والبترول وصل الى ٣٠دولار بعد ان وصل الى ١٨٠ دولار
    وطبعا لاننسى قاعدتهم الشريرة اسرائيل التي يدعمونها ليل نهار وبكل الطرق ويستفيدون منها لافساد الاراضي العربية والضغط على العرب والمسلمين وتفريق الامة واستعباده
    وايتزاز الدول الخليجية والعربةا
    صحح افكارك ولاتغالط

    ReplyDelete